السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. دكتوري الفاضل ،،،لدي مشكلة دامت أكثر من سنتين وأني أعاني منها بشكل كبير فالواقع أني موظفة بإحدى الدوائر الحكومية وأستلم مرتب شهري محترم
تزوجت بشخص لديه مرتب شهري بسيط ولم ألتفت إلي هذا الأمر حيث أنني رضيت به لقول رسول الله من أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه .. لم أكن أعلم أنه يريد مرتبي ولت أنا
أخذ بطاقة البنك مني ومنذ سنتين أحاول أن أخذها منه ولم أستطع ذلك فالواقع لم تكن تهمني المادة ولكن بسببب بخله الشديد الذي ضقت منه ذرعا لم أعد أحتمله ، لدي الآن إبن وأنا أعاني كثيرا بسبب بخله إذ أن أنني أحتاج الي النقود ولا أجدها
نحن نعيش الأن في حالة فقر وحرمان بسببه ولا أعلم ماذا أفعل ، تعبت من البكاء وحاولت الأنفصال ولكن ماذا سيكون مصيري ؟؟؟
أريد أن أنوه أنه يعاملني بسوء مع أنني أحاول جاهدة إسعادة دون فائدة . أتمنى أن أجد حلا فحالتي النفسية جدا تعبة ولا أعلم ماذا أفعل ...أرجوك ساعدني
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .
حيّاك الله أختي الكريمة ويسعدني تواصلك معنا .
رسالتك يا غالية وصلت والمشكلة التي تعانين منها تتركز على مسألتين :
الأولى : أخذ زوجك لراتبك
الثانية :بخله
نبدأ بالأولى :أخذ زوجك لراتبك
أعطيك هذه التساؤلات بداية:
ما السبب الذي جعلك تعطي زوجك بطاقتك منذ البداية؟
ما مدى حاجته لأموالك؟
هل يصرفها في النفقة عليكم؟أم يحتفظ بها؟أم يصرفها في أمور أخرى خارج إطار النفقة؟
الإجابة على هذه التساؤلات تجعلك تستطيعي تحديد أبعاد المشكلة عنده وسبب احتفاظه بها
بعد هذا هناك أمور أحبّ التأكيد عليها:
1-أنّه لا يحقّ لزوجك أخذ شيء من مالك شرعا إلاّ برضاك فهو آثم إن أخذه دون ذلك
2-أنّ الله سبحانه وتعالى أعطاه القوامة لينفق ويتولّى شؤون المنزل من ماله الخاص ومشاركتك له في ذلك إحسان منك وتعاون وليس واجبا عليك فهو مسئول عن النفقة عليك وعلى أولادك وإن كان لديك مرتب
3-لا بأس من معاونة المرأة لزوجها في المصاريف والنفقة خصوصا إذا كان وضع الزوج المادّي ضعيفا فهذا يزيد من المودة والألفة والرحمة بين الزوجين بشرط رضى الطرفين واتفاقهما .
الحلول المقترحة :
1-حضّري لليلة هادئة رومانسية في المنزل واستعدّي له بما يحبّ أن يرى ثمّ اجلسي معه في حوار هادئ عن صدق مشاعره نحوك فإن أجاب بالإيجاب أخبريه بالحقوق التي بينكما وأنّك وهبته نفسك وأنّ مالك لا يساوي شيئا أمام استقرار حياتكما وسعادتكما ولكن ماذا لو أنّ هذا المال زاد حياتكما سوءا وتعاسة ثمّ بيّني له أنّ هذا المال حقّك الشرعي ولو كنت تجدي نفعا بأخذه لمالك لما عارضت لكن أن يقصّر عليك من ماله ويحرمك من مالك فأنت لا ترضين بهذا واطلبيها منه بكل رفق ولين .
2- يمكنك بكل بساطة الذهاب إلى البنك وتطلبي إيقاف البطاقة وتحولي راتبك على حساب جديد في البنك أو إلى بنك آخر ولا تبيّني له أبدا ليظنّ أن في الحساب أو البطاقة عطلا .
الثانية: بخل الزوج :
ابحثي بداية عن أسباب بخل زوجك هل كانت أسرته ضعيفة ماديّا فعندما أصبح المال بيديه أصبح حريصا على الاحتفاظ به خشية الفقر؟ أم أنّ له مخططات وتطلعات مستقبلية يجمع من أجلها هذا المال؟أم أنّه يستثمره وينميّه بمشاريع أو أسهم أو عقارات أو أي نوع من أنواع تنمية المال؟ إن علمت سبب بخله ستستطيعين بعون الله التعامل معه بذكائك لتخففي من وتيرة هذا البخل
وإليك بعض النصائح :
1-لاتشعريه أبدا بأنّه بخيل بل أثني عليه عندما يحضر لكم أي شيء بسيط وامتدحي كرمه أمام أهله وأنّه لايقصّر
2-اجعليه يحسّ بسعادتكم وفرحتكم عندما يجلب لكم بعض الأشياء
3-إذا ركبتم السيارة أو اجتمعتم معا احكي قصّص بعض الكرماء وأثني عليهم دون أن توجهي الكلام له مباشرة وكيف أنّ الكرم من صفات الرجل النبيل
4-احكي قصّة رجل بخيل ثمّ علّقي أنّ المال يجب أن يكون في يد الإنسان لا في قلبه وأنّ الله رزقنا هذه الأموال نعمة منه فلأجل ماذا نحتفظها والله يحبّ أن يرى نعته على عبده ثمّ كأنّك تحكين عن ذلك الرجل الذي في القصّة ألا يخاف من قول الله تعالى (إن الذين يكنزون الذهب والفضّة ولاينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنّم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنتم تكنزون) ثمّ أضيفي تعليقا ذكيّا "الحمد لله إنّ ربّي ما رزقني مثل هذا الزوج" لتشجعيه على أن يثبت أنّه فعلا ليس كذلك الرجل .
5-اجعليه يكسر حاجز بخله على نفسه إن كان كذلك قبل كل شيء فإن كسره ورخص المال عنده سينكسر حاجز بخله عليكم قولي له تلك ساعة جميله أحبّ أن أراها عليك ،ما رأيك بالمحل الفلان إنه يخيط ثياب رجالية رائعة لا أدري كيف ستكون رزتك لو ارتديت ثوبا منه ...هذه أمثلة وأنت أعلم بالأنسب لكما وبالذي يوافق هواه ويحبّه فتشجعيه على البذل فيه دون مبالغة أي اختاري أمور ليس فيها مبالغة في الأسعار حتى لا يستكثرها .
وأخيرا اجتهدي بالدعاء بأن يصلحك له ويصلحه لك ويديم بينكما الألفة والمودة والدعاء هو أوّل العلاجات لأي مشكلة في الحياة فلم أضعها في الأخير لأنها الآخرة وإنّما لتكون الخاتمة التي تعلق في ذهنك .
وكما يقول الشاعر :
سهام الليل لاتخطيء ولكن***لها أجل وللأجل انقضاء
هذا وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم .
الكاتب: أ. مها محمد الملا
المصدر: موقع المستشار